يوم السبت الأسود - الجزء التاسع

 


كان هناك تضـ ارب في الآراء بين كلا من فهد واحمد وطارق وخالد, ففهد وطارق يرون ان ماحدث لياسر كان بسبب القصة التي رواها لهم, اما احمد وخالد فهم يرون ان ما حصل ليس له علاقة بالقصة, ولكن في النهاية اقتنع احمد بكلام فهد وطارق وقال: بالفعل كل شيء جائز, فرد عليه خالد قائلا: ارجوكم لاتجعلوني اشعر بالخوف اكثر, بعدها عم الصمت اجواء المكان وبدأ الجميع في الانصراف والعبوس ظاهر على وجه كل فرد منهم, ننتقل الآن الى المحقق تميم ومساعده اياد اللذان ادركا ان امامهم قضية كبيرة واسئلة كثيرة عليهم البحث عن اجابة لها, قال تميم لاياد: هل لياسر اي قرائب واين اسرته؟, قال اياد: جميع افراد اسرته توفوا منذ حوالي عامين بسبب حريق هائل في منزلهم, صُدم المحقق تميم عندما سمع هذه الكلمات وسأل اياد: ما هو سبب الحريق؟, قال اياد: لقد حدث انفجار غاز في المنزل كان هو السبب الذي ادى الى نشوب الحريق الذي التهم المنزل بالكامل, اقترب المحقق تميم من الجـ ثة ولاحظ ان هناك شيئا غريبا في وريد ياسر مما جعل المحقق تميم يظن انها محاولة انتحار, بعدها بدأ

المحقق تميم يفتش في الادراج الموجودة في مختلف الغرف, وكانت جميع الادراج فارغة تقريبا ما عدا احد الادراج في غرفة النوم, عثر المحقق تميم في الدرج على كتاب كبير وضخم, بعدها امر المحقق تميم اياد ان يأخذ هذا الكتاب ويضعه في مكتبه في مركز الشرطة, وعندما كان المحقق تميم في المطبخ شعر بشيء غريب, شعر المحقق تميم بان هناك من يراقبه, التفت المحقق تميم يمينا ويسارا ولكن لم يجد احد فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم واكمل تفتيشه, لم يكن المطبخ يحوي اي شيء غريب فالادراج مليئة باواني الطعام المختلفة, بعدها امر المحقق تميم باخذ الجـ ثة لينصرف بعدها الى مركز الشرطة, بمجرد وصول المحقق تميم قابله احد رجال الشرطة واسمه سلمان, قال سلمان: تميم هناك اجتماع غاية في الاهمية بعد خمس دقائق من الآن لا تتأخر, ذهب المحقق تميم لمكتبه ليتأكد بان الكتاب موجود هناك وبالفعل وجده وبعدها اتجه الى غرفة الاجتماعات لحضور الاجتماع, دخل المحقق تميم قاعة الاجتماع ووجد صور الجريمة والجثة على الطاولة, بعد اجتماع دام لمدة ساعة كاملة كان

تقرير الطب الشرعي ان ياسر لم يمت منتحرا!!!, افاد التقرير ان ياسر مـ ات بجريمة قتل لكنها ليست كأي جريمة قتل, جريـ مة قـ تل غامـ ضة ليست سهلة على المحقق تميم ومساعده اياد تماما, بل انها تحتاج الى مجهود جبار, شعر المحقق تميم بتعب واجهاد كبير فقرر ان ينصرف الى منزله حتى يستريح من عناء اليوم الذي لم يكن ابدا يوما عاديا, وعلم كلا من اياد وتميم ان هذه القضية لن يتم حلها بسهولة, ولكن اياد كان لديه ثقة كبيرة في قدرة المحقق تميم على الوصول الى الاجابات التي يبحث عنها الجميع, وصل المحقق تميم الى منزله واتجه بسرعة الى السرير وغط في نوم عميق, بعد حوالي 5 ساعات من النوم استيقظ المحقق تميم وقرر ان يعود الى مركز الشرطة مرة اخرى ليتابع العمل, وصل المحقق تميم الى مركز الشرطة ورأى اياد امامه, قال اياد: هل وجدت شيئا عجيبا في الكتاب الذي عثرنا عليه في شقة ياسر؟, قال المحقق تميم وهو متردد قليلا: لا لم اجد شيئا به, قال اياد: هل انت متأكد؟, رد عليه المحقق تميم: نعم انا متأكد هل تريد اي شيء آخر, قال له اياد: لا لينصرف المحقق تميم متعجبا

من حديث اياد عن الكتاب, هل هناك شيء حدث لم يتحدث به اياد؟, من اين جاء هذا الكتاب؟, جميعها أسئلة كانت تدور داخل ذهن المحقق تميم, نعود الآن الى فهد الذي كان يغط في نوم عميق حتى جائت والدته وايقظته, استيقظ فهد وخطرت على باله فكرة, اتصل فهد بطارق وقال له: اريدك يا طارق ان تقوم بجمع الاصدقاء اليوم في الاستراحة هيا سوف اذهب الى هناك الآن وانتظركم, رد عليه طارق وصوته خائف: حسنا حسنا, ذهب فهد الى الاستراحة وجلس ينتظر الاصدقاء وهو لا يفكر سوى في شيء واحد فقط وهي فكرته: كيف سأقنعهم بالقدوم معي الى القرية الملعونة!!!, جاء الاصدقاء واحدا تلو الآخر حتى اتى الجميع, كانت جميع الوجوه يبدو عليها الرعب والحزن فلم تكن ابدا هذه الاستراحة هكذا من قبل بل كان يملأها الضحك والسرور, ولكن بسبب ما حدث لياسر كان الحزن هو المسيطر على وجوه الاصدقاء, فجأة قال فهد: ما رأيكم ان نذهب الى القرية؟, قال احمد: هل انت مجنون يا فهد ماذا سنفعل هناك هل تريد ان تموت؟, رد عليه فهد: سنذهب لنرى هل كان ما يقوله ياسر حقيقيا لاني اشك بانه

كان يكذب علينا ارجوكم لنذهب ولن ندخل القرية سنراها من بعيد فقط, بعد محاولات من فهد استمرت لما يقارب 3 ساعات اقنعهم جميعا بالذهاب الى القرية لكن كان شرط الجميع وبصفة خاصة خالد ان يذهبوا الى القرية ويرونها من بعيد دون ان يدخلوا الى القرية فالجميع كان خائف مما حدث لياسر عندما ذهب لزيارة قبر جده, حدد فهد يوم السبت القادم للذهاب الى القرية والذي كان يوم غد, اما فيما يتعلق بالمحقق تميم فبعد ان دخل الى مكتبه سأل نفسه متى سأذهب الى القرية؟, قرر حينها المحقق تميم ان يذهب الى القرية هذه الليلة, عاد المحقق تميم للمنزل ليقوم بالتحضير لهذه الرحلة, جهز حقيبة بها طعام واخذ سلاحه بالاضافة الى كشاف كبير واصطحب معه الكتاب الذي وجده في غرفة ياسر ثم اتجه الى القرية, كان توقيت ذهاب المحقق تميم قبل العصر بدقائق, وبعد رحلة طويلة قليلا وصل المحقق تميم الى مدخل القرية, نظر المحقق تميم الى القرية وقال: اخيرا وصلت اللهم وفقني في مهمتي ولا تجعل اي شيء سيء يحدث لي, دخل المحقق تميم الى القرية ولكنه قرر عدم النزول من السيارة الا بعد التأكد من المكان, تجول المحقق تميم في بعض شوارع القرية بسيارته وكان الجو بارد جدا, اوقف بعدها المحقق تميم سيارته امام احد الشوارع الصغيرة, لاحظ المحقق تميم ان اغلب البيوت في الشارع مهجورة ومحطمة كما هو حال اغلب بيوت القرية ولكن ما لفت نظر المحقق تميم هو منزل كان يبدو عليه انه منزل جميل جدا, نزل المحقق تميم من سيارته واتجه الى هذا المنزل ليرى ما به.

يتبع....

Post a Comment

أحدث أقدم